تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22
حکایا المیدان لمجاهدی سرایا القدس "2":

أبو مالک أفقده العدو ساقه لکن لم یفقده عزیمة الجهاد

"بالفعل فی البدایة وجدت بعض الصعوبات، ولکن بمساعدة زوجتی وأهلی، وأصدقائی تجاوزت کافة المعوقات، وها أنا الیوم بعد شهر ونصف من إصابتی، أواصل الرباط، وأقوم بکافة أموری الحیاتیة بنفسی کما أی إنسان"،
رمز الخبر: ۶۰۱۴۵
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۶:۴۱ - 28September 2014

 أبو مالک أفقده العدو ساقه لکن لم یفقده عزیمة الجهاد

الموقع الرسمی لسرایا القدس، الجناح العسکری الحرکة الجهاد الإسلامی فی فلسطین: رغم الألم .. رغم الجرح النازف .. رغم الظلم والاستکبار .. رغم تخلی القریب قبل البعید عنّا إلا من البعض.. ، ستظل فلسطین بشعبها ومقاومتها عصیة على الانکسار، کیف لا ..! ، وفی کل یوم تخرج إلى النور  قصة  بطولة من تحت الرکام تتحدث عن عظمة شعب یحتضن مقاومته، ویفدیها بأغلى ما یملک الإنسان (روحه، وقطع من جسده، وأبنائه وماله وبیته...).

 
إصرار رغم الألم
قصتنا الیوم الحکایة الثانیة من حلقات "حکایا المیدان"، تحمل فی طیاتها کل معانی الصمود والإصرار على مواصلة طریق الجهاد والاستشهاد حتى النصر أو الاستشهاد، إنها قصة مجاهد من سرایا القدس الذراع العسکری لحرکة الجهاد الإسلامی فی فلسطین، بترت ساقه الیسرى أثناء تأدیة واجبه الجهادی المقدس خلال معرکة "البنیان المرصوص"، لکن إعاقته لم تبقیه حبیس الجدران داخل غرفة مُظلمة کما أراد الاحتلال له، بل کانت دافع له على مواصلة الطریق، حیث انه یُصر على الخروج للرباط  على الثغور، جنباً إلى جنب مع إخوانه المجاهدین، رغم أن إصابته حدیثة وبحاجة إلى مرحلة علاج طویلة.
 
عدسة الإعلام الحربی فی "لواء خان یونس" قامت بزیارة میدانیة إلى ثغور المجاهدین، ورصدت عن قرب المعنویات العالیة التی یتمتع بها المجاهد الجریح "أبو مالک" ورفاقه فی سرایا القدس.
 
عزة وشموخ
فی البدایة التقینا بالمجاهد أبو مالک ورفاق دربه بسرایا القدس فی نقطة رباط على الثغور، حیث بدؤوا بالدعاء لله أن یسدد رمیهم وینصرهم وینصر شعبهم على العدو الصهیونی، ثم قام المجاهد "أبو مالک" الذی یقود مجموعة للمرابطین بتوزیع المجاهدین فی موقع الرباط کما هو المعتاد، وبعدها قام بتفقد کل مجاهد للاطمئنان على مدى جهوزیته، قبل أن یقف فی وسط شجرة زیتون متزنراً بسلاح الطهر والنقاء.
 
وتحدث أبو مالک الذی یعیل أسرة تتکون من والدیه وزوجته وطفله بصوت حمل فی نبراته کل معانی الصبر والثبات لـ "الإعلام الحربی" :" الحمدُ لله،  تقبلت إصابتی بکل صبر واحتساب منذ اللحظة الأولى، فما أصابنی لم یکن لیخطئنی، وهذا قدرنا نحن الذین نقف على خط الدفاع الأول عن الأمة الإسلامیة جمعاء، ونرفع لواء الجهاد والحق ضد عدو الله والأمة"، مؤکداً أن وجوده وسط إخوانه المرابطین على الثغور یشعره بالعزة والشموخ ویرفع من معنویاته.   
 
وتابع أبو مالک حدیثه مستذکراً قصة إصابته قائلاً لـ"الاعلام الحربی": " کنت مع إخوانی المجاهدین فی احد المناطق التی تم اجتیاحها بریاً من قبل الاحتلال الصهیونی، ومکثنا معاً تحت خط النار عدة أیام متواصلة حتى یوم العید، حیث أعلن تهدئة مؤقتة، فاستغلیتها ونزلت للاطمئنان على زوجتی وطفلی الذی لم یتجاوز الشهرین، لکن العدو کعادته کما هو معروف عنه نقده  للعهود، افتعل قصة اختراق التهدئة لاستکمال مسلسل إجرامه بحق شعبنا فارتقى فی ذلک الیوم عشرات الشهداء والجراحی، وکنت ممن تم استهدافهم فی ذلک الیوم".   
 
لا إعاقة إن وجدت الإرادة
ومضى یقول:" کانت لحظة مصیریة قلبت حیاتی رأساً على عقب، حین علمت انه بترت ساقِ الیسرى وتحولت فیها من إنسان قادر على الحرکة والعمل، إلى إنسان سیظل حبیس عکاز وکرسی متحرک بحاجة لمن یساعده على القیام بأبسط الأمور الحیاتیة، بعدما استهدفتنی طائرات الاستطلاع الصهیونیة الغادرة بصاروخ أثناء ذهابی لأداء صلاة المغرب"، واستدرک قائلاً :" لکننی لم استسلم، واحتسبت ما أصابنی فی سبیل الله، وأصررت على تجاوز تلک المحنة بالاعتماد على نفسی منذ اللحظة الأولى دون الاستغناء عن دعم ومساندة الزوجة والأهل والرفاق".
 
وأضاف: "بالفعل فی البدایة وجدت بعض الصعوبات، ولکن بمساعدة زوجتی وأهلی، وأصدقائی تجاوزت کافة المعوقات، وها أنا الیوم بعد شهر ونصف من إصابتی، أواصل الرباط، وأقوم بکافة أموری الحیاتیة  بنفسی کما أی إنسان"، مشدداً على أن أی إصابة مهما بلغت لا تشکل إعاقة للإنسان المصاب إذا وجدت الإرادة الصلبة والعزیمة والإصرار على تجاوزها.
 
وطالب أبو مالک کافة المؤسسات المعنیة بالعمل السریع على تخفیف معاناة الجرحى وخاصة الذین فقدوا أطرافهم أو بعض حواسهم کالسمع والبصر، داعیاً جمیع شرفاء العالم إلى إعادة توجیه بوصلة دعمهم إلى فلسطین بالمال والسلاح والعتاد، التی قدمت ولا زالت تقدم فلذات أکبادها من أجل الدفاع عن مسرى الحبیب المصطفى، وحمایة فلسطین والأمة من خطر المشروع الصهیونی الکبیر.  

رایکم
الأکثر قراءة