تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

من مرشح لانتخابات برلمان مصر إلى قتیل مع «داعش»

من مرشح فی الانتخابات التی أعقبت «ثورة 25 ینایر» لعضویة مجلس الشعب (البرلمان) فی مصر، إلى مقاتل فی صفوف التنظیمات التکفیریة. ومن سائر على طریق الدیموقراطیة، إلى کافر بها ومکفِّرٍ لکل من یعتنقها.
رمز الخبر: ۶۰۶۹۹
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۸:۱۷ - 20October 2014

من مرشح لانتخابات برلمان مصر إلى قتیل مع «داعش»

عبد الله سلیمان علی

من مرشح فی الانتخابات التی أعقبت «ثورة 25 ینایر» لعضویة مجلس الشعب (البرلمان) فی مصر، إلى مقاتل فی صفوف التنظیمات التکفیریة. ومن سائر على طریق الدیموقراطیة، إلى کافر بها ومکفِّرٍ لکل من یعتنقها.
هذه باختصار قصة أحمد الدروی، ضابط الشرطة السابق وعضو «ائتلاف» ضباط الشرطة خلال «الثورة»، الذی قیل إنه توفی أواخر أیار الماضی لأسباب صحیة أثناء علاجه فی الخارج، لکن صفحات «جهادیة» کشفت فی الیومین الماضیین أن الدروی مقاتل فی صفوف تنظیم «الدولة الإسلامیة فی العراق والشام» ـ «داعش» وأنه نفّذ عملیة انتحاریة فی العراق، مکذبة روایة وفاته المتداولة. ولإثبات ذلک نشرت صوراً له وهو یرتدی الزی الأفغانی ویحمل سلاحاً.
وکان أول من نشر صورة الدروی حساب «عبد العزیز مؤقتاً» على «تویتر»، المعروف بمناصرته لـ«داعش» وامتلاکه معلومات واسعة حول «الجهادیین» فی مصر وفلسطین المحتلة. وجاء نشر صورة الدروی فی سیاق نشره صور بعض قتلى التنظیم المتشدد من هذین البلدین. وعلّق على الصورة بقوله: «أحمد الدروی کان ضابطاً فی الأمن المصری ومرشحاً إلى انتخابات مجلس الشعب ثم تاب فنفر إلى أرض الخلافة فنفذ عملیة استشهادیة».
وأحدثت هذه التغریدة صدمة کبیرة فی الشارع المصری الذی فوجئ بهول الحادثة، لیس لأنه یسمع بخبر وفاة الشخص نفسه للمرة الثانیة وحسب، بل لاکتشافه حجم الخدیعة التی مورست علیه، لا سیما أن الدروی کان ناشطاً سیاسیاً یظهر على شاشات التلفزة المصریة، لذلک کان من الصعب علیه تقبل حقیقة أنه انتهى لیکون انتحاریاً لمصلحة «داعش»، الذی یتخوف الشارع المصری من تمدده إلیه فی ظل الظروف الأمنیة التی تعیشها البلاد. ولم ینتهِ الجدل بین تصدیق أو عدم تصدیق الخبر إلا بعد أن أقرت والدة الدروی على حسابها على «تویتر» بمقتله وأنها تحتسبه «شهیداً».
وسرّب بعض الإعلامیین المقربین من «داعش» معلومات ضئیلة عن الدروی، مثل أن اسمه الحرکی أبو معاذ المصری، وأنه کان القائد العسکری لکتیبة «جند الخلافة» فی ریف اللاذقیة. إلا أن ذلک لم یکن کافیاً لسد الثغرات فی قصة مقتله، خاصةً أن ناشر التغریدة الأولى لم یذکر تاریخ تنفیذ العملیة.
ورغم أن خبر وفاته الأولى کان فی 29 أیار الماضی، إلا أنه کان من الغریب أن یعلن الجیش العراقی فی 4 تموز عن مقتل «جهادی» یحمل اسم أبی معاذ المصری، وذلک فی حی القادسیة بمدینة تکریت، وهو ما دفع بعض وسائل الإعلام المصریة إلى اعتبار أن إعلان الخبر الأول عن وفاته نهایة أیار، کان بمثابة تمویه لتغطیة سفره إلى سوریا وأنه قتل کما قال الجیش العراقی فی تموز. لکن تبقى فرضیة تشابه الأسماء قائمة فی هذه الحالة، وما یعززها أن مصریاً آخر یحمل الاسم نفسه «أبو معاذ المصری» قتل فی الشهر ذاته فی مدینة حلب، حیث کان مسؤولاً شرعیاً فی «أحرار الشام»، هذا عدا التناقض بین مقتله بعملیة انتحاریة أو خلال اشتباک مع الجیش العراقی.
والأرجح أن ما أشیر إلیه على أنه کتیبة «جند الخلافة» یقصد به کتیبة «أسود الخلافة» التی کانت معروفة فی ریف اللاذقیة، وتتکون من مقاتلین، غالبیتهم من الجنسیة المصریة، وأمیرها العام أبو حسن المصری، وقائدها العسکری أبو معاذ المصری، ویعرف من قادتها أیضاً أبو طلحة المصری وهو طبیب.
وقد أعلن أبو معاذ المصری فی تشرین الثانی الماضی عن مبایعة کتیبته لـ«داعش» والانضمام إلیه. وسرت آنذاک أنباء عن عدم صحة هذا الخبر، ما اضطر أبو معاذ إلى تأکیده، واعداً بأن یصدر بیانا رسمیا عن «الأمیر العام» للکتیبة أبی حسن المصری، وهو ما لم یحدث، ما دفع إلى الاستنتاج بأن بعض قادة الکتیبة، التی یبلغ تعدادها حوالی 300 مقاتل، لم یکونوا راضین عن «البیعة»، من دون أن یتأکد ذلک.
وأبو معاذ یغرد على حسابه على «تویتر» حتى تاریخ 7 آذار الماضی، وهو التاریخ الذی سبق حدثین مهمین قد یفسران انقطاعه عن التغرید: الأول الرتل الذی قاده «والی داعش فی الساحل» أبو أیمن العراقی واتجه به إلى دیر الزور لقتال «الصحوات»، والثانی انسحاب مقاتلی «داعش» من ریف اللاذقیة بسبب اتساع دائرة الاقتتال بینه وبین الفصائل الإسلامیة الأخرى، حیث اتجه المنسحبون إلى محافظة الرقة.
یشار إلى أن الدروی من موالید العام 1978، وکان ضابط شرطة حتى العام 2005 حیث تضاربت الأنباء بین استقالته وبین فصله. ورشح نفسه فی العام 2012 لعضویة مجلس الشعب عن دائرة حلوان حیث کان خصمه فیها الإعلامی المعروف مصطفی بکری، وحاز الدروی على أکثر من مئة ألف صوت. ورغم أنه مستقل إلا أنه کان مدعوماً من «حزب النور» برئاسة حازم أبو إسماعیل الذی سبق له تأسیس حرکة «حازمون فی بلاد الشام» وأرسل فی إطارها عشرات المصریین للقتال فی سوریا.
وإضافة إلى کتیبة «أسود الخلافة»، فان هناک کتیبة «جیش محمد» بقیادة أبی عبیدة المصری التی تتکون بغالبیتها من مقاتلین مصریین، فضلاً عن المصریین فی الکتائب الأخرى.

المصدر: جریدة السفیر

رایکم
الأکثر قراءة