تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

رؤیة الدکتور الشقاقی تبدو اکثر وضوحاً فی واقعنا الحاضر

رکز الدکتور فتحی على وحدة الامة الاسلامیة وحذر من تداعیات التفتت بدعاوى الطائفیة والمذهبیة وهذا یعکس اهتمام الدکتور الشقاقی بقضایا الامة الجامعة وما الحرب المجنونة التى تدور رحاها الا نتیجة تساوق بعض الجماعات ومن ورائها بعض الانظمة فی الاقلیم مع هذه الحرب الطائفیة القذرة .
رمز الخبر: ۶۰۸۸۴
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۵:۳۶ - 27October 2014

رؤیة الدکتور الشقاقی تبدو اکثر وضوحاً فی واقعنا الحاضر

محمد عطالله


تمر علینا هذه الایام الذکرى التاسعة عشر لرحیل الدکتور المفکر فتحی الشقاقی ، فرغم الفترة العمریة القصیرة للشقاقی (1951-1995) الا انه اضاف ارثاً ثقافیا وفکریا ًوسیاسیا ًبل رؤیة شاملة ومتکاملة تزداد وضوحا ًومصداقیة کل یوم ، فقاعدة التنوع واهتمام الشقاقی بمجالات الفکر الانسانی کعلوم ومعارف الدنیا مرورا ًبعلوم اللغة وآدابها وقضایا السیاسة والنهضة والروایات والدواوین الشعریة والتاریخ ومصادره الاساسیة بالإضافة الى قاعدة التتبع وقاعدة الالتزام بآداب فقه الاختلاف جعلت الشقاقی یقدم اجوبة مقنعة لجمیع القضایا الجوهریة والشائکة على الصعید الفلسطینی والعربی والاسلامی وحتى الانسانی هذه الاجوبة تعتبر حلولا ًللمشاکل التى یعیشها الاقلیم والمنطقة بشکل عام ومما ساعد الشقاقی على ذلک ایضا ًانه مر بمراحل عدیدة حملت افکارا عدیدة حملت افکارا متعددة بل متباینة فی بعض الاحیان ، فقد مر بمراحل نضوج مختلفة تتجدد وتتطور خلالها الرؤى والافکار والمفاهیم والنظرة الى الامور وکل هذا کان نتیجة قراءاته الکثیرة والمتنوعة ویمکن اجمال اهم الرؤى والمرتکزات التى اکد علیها الدکتور فتحی الشقاقی:
1- اکد الدکتور فتحی الشقاقی على مرکزیة القضیة الفلسطینیة باعتبارها القضیة الاهم وما تشهده المنطقة والاقلیم من تطاحن عبثی الا لانحراف البوصلة عن فلسطین وما نتج عنه من سفک للدماء وقتل الابریاء وتهجیر السکان.
2- الدکتور الشقاقی اکد على ضرورة وحدة الحرکة الاسلامیة وان وحدتها والالتفاف حول ما یجمع هو سبیل مهم لتوحید الطاقات من اجل تحریر فلسطین وما انخراط جزء من الحرکة الاسلامیة فی بعض البلدان وما نتج عنه من مظاهر سلبیة الا بسبب تشتت الحرکة الاسلامیة وخوضها بعض التجارب بشکل منفرد .
3- اکد الدکتور فتحی الشقاقی على وحدة الحرکة الوطنیة الفلسطینیة بعیدا ًعن الایدلوجیا والمرجعیات الفکریة واعتبر الوحدة ضرورة واکد ان طاقة هذه الحرکات والتنظیمات یجب ان تکون متجهة جمیعا صوب العدو المشترک المتمثل بالعدو الصهیونی وواقعنا الحالى وما تمثل بوحدة الوفد الفلسطینی الموحد للقاهرة اکد صدقیة الشقاقی عن اهمیة القرار الموحد.
4- رکز الدکتور فتحی على وحدة الامة الاسلامیة وحذر من تداعیات التفتت بدعاوى الطائفیة والمذهبیة وهذا یعکس اهتمام الدکتور الشقاقی بقضایا الامة الجامعة وما الحرب المجنونة التى تدور رحاها الا نتیجة تساوق بعض الجماعات ومن ورائها بعض الانظمة فی الاقلیم مع هذه الحرب الطائفیة القذرة .
5- رفض الدکتور الشقاقی مشروع التسویة لما له من تأثیرات سلبیة على مشروع المقاومة والتحریر وما تشهده هذه الایام من عقم هذا الخیار الا دلیل على صدقیة هذه الرؤیا کما اکد رفضه المشارکة فی مؤسسات السلطة کذلک الانتخابات کونها افرازا من افرازات اوسلو وما الحصار والمعاناة التى تعرض لها قطاع غزة نتیجة انخراط جزء من الحرکة الوطنیة الاسلامیة فی السلطة ما هو الا دلیل على ان مشروع التسویة مکبل بالإرادة الدولیة الظالمة.
واخیرا یحسب للشقاقی انه استطاع بجهده الکبیر والمتواصل ان یحول مجموعة الافکار التى امن بها الى حرکة على ثرى فلسطین اثرت بشکل إیجابی وبناء فی اعادة صیاغة المناخ الفکرى والثورى للتجربة الثوریة الفلسطینیة فما احوجنا الى العودة الى هذا الارث الذی انتجه الدکتور فتحی الشقاقی بصفته لیس امینا ًعاما لحرکة فلسطینیة فقط بل قائدا ومفکرا ومثقفا واعیا على مستوى العالم العربی والاسلامی والانسانی.

المصدر: دنیا الوطن

رایکم
الأکثر قراءة