تم التحدیث فی: 18 November 2023 - 09:22

«وصال» مستمرة فی خطاب الکراهیة

قرار إغلاق قناة «وصال» أول من أمس أطاح بوزیر الإعلام السعودی عبد العزیز خوجة فی الیوم نفسه. اختفى الوزیر من المشهد الرسمی بعد خمس سنوات أمضاها فی الوزارة. خرج قرار اعفائه من منصبه «بناء على طلبه» نهاراً،
رمز الخبر: ۶۱۲۲۸
تأريخ النشر: ۲ ربیع الثانی -۶۴۱ - ۱۴:۱۶ - 07November 2014

«وصال» مستمرة فی خطاب الکراهیة

قرار إغلاق قناة «وصال» أول من أمس أطاح بوزیر الإعلام السعودی عبد العزیز خوجة فی الیوم نفسه. اختفى الوزیر من المشهد الرسمی بعد خمس سنوات أمضاها فی الوزارة. خرج قرار اعفائه من منصبه «بناء على طلبه» نهاراً، لیتسید المشهد الشیخ عدنان العرعور لیلاً حین ظهر فی أحد برامج القناة السلفیة التی طلب خوجة اغلاق مکتبها فی الریاض! من وسط العاصمة السعودیة إذاً، خرج الشیخ المثیر للجدل لیرد على سؤال مذیع «وصال» على الهواء مباشرة: «هل تستطیع التعایش مع الشیعة؟». 

مریم عبد الله

«وصال» مستمرة فی خطاب الکراهیةسؤال لخّص جو الجدل والاحتقان الذی جاء بعد استهداف «حسینیة المصطفى» فی قریة «الدالوة» فی منطقة الأحساء (شرق المملکة)، مما یجعلنا نفکر فی حجم المشروع المراد تنفیذه عن طریق الفتنة المذهبیة فی المنطقة. هکذا، استمرّ البث المباشر للقناة (مجهولة التمویل) رغم القرار الوزاری الذی اذیع عبر صفحة خوجة على تویتر، ورغم أنّه أشار إلى «أنّ وزارته لن تسکت عن أی وسیلة اعلامیة مقروءة أو مسموعة أو مرئیة أو رقمیة تحاول النیل من وحدة الوطن وأمنه واستقراره».

أعلنت السلطات المعنیة أنّه لا یمکنها إقفال القناة!

بعدما وجه الوزیر المقال طلباً إلى «الهیئة العامة للإعلام المرئی والمسموع» بإیقاف نشاط قناة «وصال» وإغلاق مکتبها فی الریاض نافیاً أنّها سعودیة، مطالباً بتطبیق النظام بحقها وأخذ تعهدات من مسؤولیها وفقاً لنظام المطبوعات والنشر، ردت الوزارة والهیئة معاً بأنّه لیس بیدهما سلطة إیقاف بث أی قنوات تلفزیونیة تبث من الخارج سواء کانت «وصال» أو غیرها! وهکذا صدمت «وصال» التی تؤکد صفحتها على ویکیبیدیا أنّ مکتبها الرئیسی یقع داخل المملکة.

وتثبت ذلک صفحتها المخصصة للبث المباشر حیث تعرض حسابها المصرفی من أجل التبرع للقناة، وهو حساب مفتوح فی أحد المصارف السعودیة المعروفة! القناة التی ترفع شعار «الحوار السنی الشیعی»، حرّکت جمهورها المتحمس للدفاع عن رؤیتها الاعلامیة الطائفیة، عبر هاشتاغات داعمة لها عبر تویتر على خلفیة قرار الوزیر.

وهددت القناة بتقدیم شکوى ضده إلى «دیوان المظالم» (یشرف علیه الملک مباشرة)، بسبب مخالفته الأنظمة واللوائح الإداریة حسب زعمها. وأعلنت عبر صفحتها على تویتر تقدیم عشرات مقاطع الفیدیو المسجلة لقنوات «الرافضة» حسب تعبیرها التی تبث من داخل الأراضی الکویتیة وتحرض ضد السعودیة والبحرین، مهددة بتسلیمها إلى السفارة السعودیة والبحرینیة فی البلد الخلیجی.

خطاب «وصال» الطائفی وتحریضها مستمران حتى الیوم. أکدته القناة السعودیة من خلال جرأتها فی عرض کلمة مسجلة للمفتی عبدالعزیز آل الشیخ حول أحداث الاحساء، کأنه اتصال مباشر، ما استدعى نفیاً رسمیاً من مکتب المفتی السعودی وتوضیحاً من «وصال».

فی المقابل، سیبقى التاریخ والوقائع شاهدین على خطاب «وصال» الاعلامی الذی تحول الى قنابل ورصاص وکراهیة مذهبیة بین أطیاف الوطن الواحد. وقد أسهمت فی إزکائه السلطة الرسمیة عبر منحه منابر حکومیة وغض السمع والبصر عن مجاهرة تلک المنابر بخطابها القاتل. السلطة بالضرورة أکدت خیارها فی تعزیز الأصوات المتطرفة، وتغییبها الأصوات الداعیة إلى الاختلاف وحریة التعبیر.

المصدر: جریدة الأخبار

 

 

رایکم
الأکثر قراءة